أثار الجزء الثاني من فيلم جوكر الجزء الثاني جدلاً كبيراً وردود أفعال متضاربة، حيث يشارك في الفيلم المغنية العالمية ليدي غاغا، مما زاد من حدة النقاش حول محتوى الفيلم وأسلوبه، وتوجهت انتقادات عدة نحو الفيلم بسبب المشاهد الحادة والجريئة التي تتضمنها، مما أعاد إلى الأذهان مشاهد العنف القاسية التي تميز بها الجزء الأول، ويحمل الفيلم الجديد عنوان Joker: Folie à Deux، وهو جزء جديد من النجاح الذي حققه الفيلم الأول، الذي اعتبره بعض الجمهور “دعاية صريحة للعنف”.
فعلى الرغم من الانتقادات، حقق الجزء الأول من Joker إيرادات مذهلة بلغت 1.74 مليار دولار، ليصبح بذلك أعلى فيلم مصنف من فئة R (مخصص للبالغين) يحقق هذا الرقم في تاريخ السينما الأمريكية، ونجاح الجزء الأول جعل الجمهور يتوقع المزيد من الإثارة والتشويق في الجزء الثاني، وعلى الرغم من الهجمات والانتقادات التي تسبق عرض الجزء الثاني، يرى البعض أن هذه الحملة من الجدل قد تكون جزءًا من استراتيجية الدعاية الصاخبة التي تهدف إلى تحفيز الجمهور لمتابعة الفيلم، وهذه الديناميكية بين الانتقاد والتسويق تثير الفضول وتزيد من الترقب حول القصة الجديدة.
ما زالت تفاصيل قصة فيلم جوكر الجزء الثاني محاطة بالغموض في فيلم جوكر الجزء الثاني، ولكن تظل التساؤلات قائمة حول كيفية تطور شخصية الجوكر وآرثر فليك في هذا الجزء. هل ستستمر في تقديم تحولات درامية مثيرة أم ستتعمق أكثر في قضايا نفسية معقدة؟ في النهاية، يُنتظر أن يجذب الفيلم جمهوراً واسعاً، مما يضمن له مكانة بارزة في تاريخ السينما، وهل سيتجاوز الجزء الثاني توقعات الجمهور أم سيواجه مزيداً من الانتقادات؟ ما زالت الأجوبة بانتظار العرض الكامل.
في أول 10 دقائق من فيلم جوكر الجزء الثاني، نشاهد شخصية آرثر فليك (واكين فينيكس) تخرج من زنزانته، عاري الظهر، حيث يسحبه السجانون بشراسة، تترافق هذه اللحظة مع الموسيقى التصويرية المعهودة، لتكشف كيف تأثرت شخصيته منذ القبض عليه في نهاية الجزء الأول، ويُطرح سؤال محوري: هل اختار آرثر فليك أن يصبح الجوكر بإرادته، أم أنه كان ضحية لظروفه النفسية؟
حالة الجدل حول فيلم جوكر الجزء الثاني
أثار فيلم جوكر الجزء الثاني حالة من الجدل بين الجمهور، خاصة بعد انتظار دام خمس سنوات للجزء الثاني، جاءت الانطباعات الأولية متباينة، حيث ظهرت العديد من التقييمات السلبية مقارنة بالنجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول، ويحمل الفيلم الجديد طابعًا مختلفًا، إذ يتضمن نحو 14 أغنية، ليصبح فيلماً موسيقياً يتشارك فيه واكين فينيكس الغناء مع ليدي غاغا، وهذا التحول في أسلوب السرد والموسيقى يجعل العمل يختلف جذريًا عن الجزء الأول، مما أثار تساؤلات حول مدى نجاح هذا التوجه الجديد في جذب الجمهور.
بينما كان الجزء الأول يتميز بعمق الشخصية وسرد درامي مؤثر، يبدو أن الجزء الثاني يسعى لاستكشاف أبعاد جديدة من خلال الموسيقى، مما قد يؤثر على تفاعل الجمهور مع القصة والشخصيات، هل ستنجح الأغاني والمشاهد الموسيقية في إضافة قيمة للعمل، أم ستتحول إلى عائق يشتت الانتباه عن الرسالة الأساسية للفيلم؟ هذه الأسئلة تثير الفضول حول كيفية استجابة الجمهور للأبعاد الفنية الجديدة في Joker: Folie à Deux.
ويُعتبر فيلم جوكر الجزء الثاني Joker 2 من الأفلام ذات الميزانيات المرتفعة لعام 2024، حيث بلغت ميزانيته 200 مليون دولار، مما يمثل زيادة كبيرة مقارنة بتكلفة الفيلم الأول التي كانت 60 مليون دولار فقط، ووفقًا لموقع “فارايتي”، حصل خواكين فينيكس على 20 مليون دولار عن دوره كجوكر، بينما حصلت ليدي غاغا على حوالي 12 مليون دولار لتجسيد شخصية هارلي كوين، وتعكس هذه الأرقام مدى الثقة الكبيرة التي يوليها المنتجون لهذا العمل، مما يزيد من توقعات الجمهور حول جودة الفيلم وأدائه في شباك التذاكر.
قد يهمك أيضًا: مراجعة فيلم Venom: The Last Dance الجزء الثالث والأخير
انتقادات Joker 2
فيلم جوكر الجزء الثاني لم يسلم من الانتقادات منذ بداية ترويجه، حيث واجه صناع الفيلم جدلًا واسعًا بعد اختيارهم أغنية لمغني الروك البريطاني جاري جليتر، الذي أُدين بجرائم خطيرة ضد الأطفال، الأغنية، التي تحمل اسم “ROCK & ROLL PART2″، استُخدمت في مشهد طويل من الفيلم، مما أثار استياء واسع النطاق بين الجمهور والنقاد، ووفقًا لصحيفة “THE SUN” البريطانية، أعرب العديد من المشاهدين عن غضبهم من هذا الاختيار، حيث تساءل أحدهم: “هل يدفعون أموالًا لمعتدي على الأطفال في فيلم يتحدث عن عواقب إساءة استغلالهم؟” ووصف آخر الفيلم بأنه “غير أخلاقي” نظرًا لهذه الاختيارات المثيرة للجدل.
هذه الانتقادات تأتي في سياق واسع من المخاوف حول تأثير فيلم جوكر الجزء الثاني على المشاهدين، حيث يُعتبر فيلم جوكر الجزء الثاني جزءًا من سلسلة مثيرة للجدل تتناول مواضيع معقدة ومظلمة، وتتعزز حدة الانتقادات بسبب التاريخ المظلم لجاري جليتر، الذي حكم عليه بالسجن لمدة 16 عامًا في عام 2015 بتهمة الاستغلال الجنسي لثلاثة أطفال، ومثل هذه العناصر تجعل فيلم جوكر الجزء الثاني محط أنظار ومناقشات مستمرة حول الأخلاقيات في الفن وأثرها على المجتمع.
محاكمة القرن
يتناول فيلم جوكر الجزء الثاني المحاكمة الشهيرة المعروفة بـ”محاكمة القرن”، حيث تُذكّر المشاهد بجرائم آرثر فليك، بما في ذلك قتله للمذيع الشهير موراي فرانكلين (روبرت دي نيرو) خلال برنامج تلفزيوني مباشر، ويركز الفيلم على الأجواء القانونية، مستعرضًا أحداث الماضي واستجواب الشهود لتحديد مصير آرثر، وتدور التساؤلات حول ما إذا كان سيتم الحكم عليه بالإعدام أو الاعتراف بإصابته بمرض نفسي، مما يضيف بعدًا نفسيًا دراميًا للصراع الذي يعيشه الشخصية.
علاقة الحب المعقدة
يعود الممثل الشهير خواكين فينيكس لتجسيد شخصية الجوكر، التي قدمها في الفيلم الأول عام 2019 وحصد عنها جائزة أوسكار أفضل ممثل، بعد أربع سنوات من عرض الجزء الأول، ويخضع الجوكر للعلاج النفسي في مصحة علاجية، وهناك، يلتقي بـ”هارلي كوين”، التي تجسد دورها المغنية والممثلة ليدي غاغا، والتي تعاني بدورها من مشكلات نفسية.
رغم الظروف الصعبة، تتطور بينهما علاقة عاطفية معقدة، تتقاطع مع مسار الجرائم النفسية، مما يضيف عنصر تشويق كبير لجمهورهما، هذه الديناميكية الجديدة تعيد تشكيل القصة، حيث يُظهر الفيلم كيف يمكن للعواطف أن تتداخل مع الفوضى والجنون، مما يعد بمشاهد مثيرة في إطار العلاقة المضطربة بين الشخصيتين.
تتخلل أحداث فيلم جوكر الجزء الثاني قصة الحب المعقدة بين آرثر فليك ولي، رغم اللقاءات القليلة بينهما، يُظهر الفيلم انجذابًا سريعًا وغامضًا، مما يثير تساؤلات حول طبيعة هذه العلاقة، ويُترك دافع لي غير واضح، مما يضيف layer من الغموض؛ هل كانت تسعى لاستغلال آرثر لتحقيق مصالحها الشخصية، أم أنها تعاني من جنون مماثل له، مما يجعلها تنجذب إليه بشكل غير عقلاني؟
تتجلى مشاعرهم في مشاهد مليئة بالتوتر والتعقيد، حيث تتداخل لحظات السعادة مع مشاعر القلق والخوف من الارتباط بشخصية مضطربة مثل آرثر، وتعكس هذه العلاقة الفوضى التي يعيشها كل منهما، مما يجعل المشاهدين يتساءلون عن مدى استقرار هذه العلاقة ومدى تأثيرها على آرثر، وتظل هذه التساؤلات بلا إجابة واضحة، مما يضيف بعدًا آخر من الغموض إلى الأحداث ويجعل الجمهور في حالة ترقب لمعرفة كيف ستتطور هذه القصة في سياق الفيلم.
الشخصيات المحورية في فيلم جوكر الجزء الثاني
تتطور علاقة آرثر مع السجّان السادي (بريندان جليسون) الذي يُظهر شخصية متناقضة تمزج بين التهكم واللطف في فيلم جوكر الجزء الثاني، مما يخلق ديناميكية معقدة بينهما، ففي كل لقاء، يتلاعب السجّان بمشاعر آرثر، مما يزيد من شعور الأخير بالضعف والانكسار، بالمقابل تجسد المحامية (كاثرين كينر) التعاطف الحقيقي مع آرثر، مما يبرز التوترات النفسية بين الشخصيات ويفتح أفقًا لفهم معاناته.
تتسم مشاهد المحاكمة بمزيج من الإثارة والتوتر، حيث تشغل حيزًا كبيرًا من أحداث الفيلم، مبرزة مشاعر الاضطراب الداخلي لآرثر، وتُظهر هذه المشاهد كيف أن الآلام النفسية يمكن أن تؤثر على سلوك الفرد، مما يؤدي إلى تفاقم الصراعات بين آرثر ونظام العدالة، فتلك اللحظات تُبرز التحديات التي يواجهها، وتجعل المشاهدين يتعاطفون معه، حتى في أحلك لحظاته، مما يُعزز من عمق القصة ويضيف بعدًا إنسانيًا لتجربته.
نهاية مؤلمة
في نهاية فيلم جوكر الجزء الثاني، يُظهر آرثر فليك ضعفًا وانكسارًا خلال اعترافه بجريمته، مما يؤدي إلى انسحاب محبيه من المحكمة بغضب، وهذا التحول المفاجئ يُشعر الجمهور بخيبة أمل تجاه الشخصية، التي بدت لهم مختلفة تمامًا عما توقعوه من بطلهم المفضل.
يرسم الفيلم بمهارة عمق المشاعر الإنسانية، مسلطًا الضوء على الفشل والخذلان بشكل مؤلم، وتتجلى هذه المشاعر في اللحظات الأخيرة، حيث يتبدد حلم آرثر في تحقيق الفوضى والتمرد، ليظهر بدلاً من ذلك كإنسان محطم يسعى للتصالح مع ذاته، هذا التحول يدفع المشاهدين للتفكير في مفهوم الأبطال والأشرار، ويعيد تشكيل صورة الجوكر في أذهانهم، مما يجعل الفيلم تجربة نفسية عميقة تتجاوز مجرد سرد أحداث.
تأثير الأغاني
تتميز الأغاني في فيلم جوكر الجزء الثاني بتنوعها وعمقها، حيث يشارك واكين فينيكس في الغناء، مما يعكس تحولًا كبيرًا في شخصيته مقارنة بالجزء الأول، فلم يعد هناك ضحك قهري كما في السابق، مما يزيد من الشعور بالانكسار واليأس الذي يعيشه آرثر فليك.
على الرغم من غياب بعض العناصر الأساسية التي ميزت الجزء الأول، مثل الفوضى الكوميدية، فإن الأداء القوي لواكين فينيكس يحافظ على جاذبية الشخصية ويجعلها متعلقة بقلوب المشاهدين، فالأغاني لا تعكس فقط المشاعر الداخلية لآرثر، بل تضيف بعدًا جديدًا للشخصية، حيث تستخدم الموسيقى للتعبير عن الألم والحنين، وهذا الدمج بين الموسيقى والدراما يعزز من تأثير الفيلم ويعمق تجربة المشاهدة.
أهم المعلومات حول فيلم جوكر الجزء الأول
– فيلم Joker ينتمي لنوعية الإثارة النفسية، أخرجه تود فيليبس، الذي شارك في كتابة السيناريو مع سكوت سيلفر.
– يستند الفيلم إلى شخصية دي سي كومكس بنفس الاسم، جسدها الممثل خواكين فينيكس في دور الجوكر.
– تدور أحداث الفيلم حول الممثل الكوميدي الفاشل الذي يتحول إلى حياة من الجريمة والفوضى، وصمم فيليبس فكرة الفيلم عام 2016.
– تجاوزت إيرادات الفيلم نصف مليار دولار بعد 12 يوم عرض، حيث وصلت إيراداته الإجمالية إلى 543.9 مليون دولار، وحقق في أسبوعه الثاني في أمريكا الشمالية 55 مليون دولار، وإجمالي 123.7 مليون دولار.
– تصدر فيلم الجوكر ترشيحات أوسكار 2020 بـ12 ترشيحًا، من بينها أفضل فيلم، وممثل، وإخراج.
– رغم تصدره لترشيحات جوائز الأوسكار وفوز بطله بعدة جوائز، فإن فيلم الجوكر حصد ترشيحات لأسوأ عمل فني يحرض على التهور الإنساني وعدم احترام الإنسانية في جوائز التوتة الذهبية RAZZY لأسوأ الأعمال في 2020.
قد يهمك أيضًا: مراجعة فيلم Arcadian.. رحلة رعب في عالم ما بعد الكارثة
– اصطف الجمهور في بعض دور العرض بالعالم لحجز التذاكر لمتابعته، حيث تم حجز بعض الحفلات بالكامل طوال أيام حتى في مصر عام 2019، وهو ما اعتبر ظاهرة لافتة بالنسبة لعرض فيلم أجنبي في مصر، رغم انطلاق تحذيرات ودعوات عبر منصات السوشيال ميديا لوقف عرضه بحجة الدعوة للمظاهرات والأعمال الإجرامية.
– استدعى عرض الفيلم في 2019 تحذير الشرطة في عدد من دول العالم للجمهور بعدم ارتداء ماسكات تشبه الشخصية أثناء عرض الفيلم أو عند التوجه لدور العرض، تجنبًا لوقوع جرائم أو حوادث.
– حالة التأهب التي وقعت كانت خوفًا من تكرار ما حدث في 2012، حين قتل 12 شخصًا وجُرح 70 في مدينة أورورا بولاية كولورادو الأمريكية، عندما فتح رجل النار على الحضور أثناء عرض فيلم باتمان «صحوة فارس الظلام».